تفسير جزء عم وجزء تبارك،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

تفسير سورة (الملك)

صفحة 150 - الجزء 1

تفسير سورة (الملك)

  وتسمى الواقية والمنجية لأنها تُقي وتُنجي قارئها من عذاب القبر.

  

  {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} تبارك وتعالى وتعاظم عن صفات المخلوقين وتقدس وتنزه عما يقوله المشركون {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ١} أي: قادر على كل ما لم يوجد وهو داخل تحت القدرة، فهو قادر على كل شيء وذكر اليد مجاز وهو عبارة عن الإحاطة بكل شيء والاستيلاء عليه؛ لأن كل شيء فهو في قبضته وتحت قدرته {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ} الحياة ما يصح بوجوده الإحساس، وقيل: الذي يصح منه أن يعلم ويقدر والموت عدم ذلك والمعنى خلق حياتكم وموتكم أيها المكلفون {لِيَبْلُوَكُمْ} أي: يختبركم ويسمى علم الواقع منهم باختبارهم بلوى، وهي الخبرة كقوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ}⁣[محمد: ٣١]، {أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} أي: أخلصه وصوابه فالخالص، أن يكون الله ولوجه الله لا غير، والصواب أن يكون مطابقاً للسنة النبوية قيل: إن رسول الله ÷ تلاها فلما بلغ قوله: {أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} قال: «أيكم أحسن عقلاً وأورع عن محارم الله، وأسرع في طاعة الله»، والمعنى أيكم أتم عقلا عن الله وفهما لأعراضه والمراد أنه أعطاكم الحياة التي تقدرون بها على العمل وسلط