تفسير جزء عم وجزء تبارك،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

تفسير سورة (الزلازل)

صفحة 37 - الجزء 1

تفسير سورة (الزلازل)

  

  {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ١} زلزلت الأرض ما ينزل بها وبأهلها من الأهوال العظيمة، وما تستوحيه الحكمة الإلهيه من الزلزال الشديد، الذي ليس بعده تقول: زلزله زلزالاً. أكد الزلزله لعظم شأنها، وما هناك ما يقع من شدة الزلزلة التي تمح الجبال، وتدك الأرض دكاً، كما قال تعالى: {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ١} وكما وصف يوم الأحزاب، بأن المؤمنين زلزلوا زلزالاً شديداً. ثم قال: {وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ٢} الأثقال هي متاع البيت. والمراد هنا أخرجت الأرض ما فيها من دفائن الموتى وغير ذلك، فعند ذلك تتخلى الأرض، ويخرج ما فيها من الأثقال وتبيد وتفنى. كما قال تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} فعند أن تنشر الأرض موتاها نشراً، ويخرج ما فيها ويحشر الناس {وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا ٣} الإنسان هو الناس كلهم عندما يرون ما يرون، يتسألون ويقولون: ما لها؟ لما يبهرهم من الأمر الفضيع كما يقولون: {يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} سؤالات فارغة، وقيل: يقول هذا الكافر المنكر للبعث، أما المؤمن فيقول هذا: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ٥٢} ثم هناك قال تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ٤} فتحدث بالأخبار وما وقع فيها. قيل كما روي عن رسول الله ÷، أنه قال: «تشهد على كل أحد بما عمل فيها»، حقيقة ينطقها الله، وقيل: هو مجاز عن إحداث الله من الأحوال، فكأنها تحدث بكل ما عمل