تفسير سورة (الزلازل)
  فيها. وقوله تعالى: {بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا ٥} أي: تحدث أخبارها بسبب ما أوحى الله إليها، أو تحدث بأن ربك أوحى لها أي: تحدث بأخبارها بأن ربك أوحى لها، ثم عند ذلك {يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا} أي: متفرقين منهم بيض الوجوه آمنين، ومنهم سود الوجوه فزعين، أو يصدرون أشتاتاً متفرقين منهم إلى الجنة، ومنهم الى النار، يرون جزاء أعمالهم.
  {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ٧} الذرة قيل: إنها التي لا ترى إلا في شعاع الشمس، من الهباء يمشي في الهواء، وهذا التحقيق أنه لابد أن يرى الإنسان عمله من صغير أو كبير، فما بعد الذرة إذا كان لا يخفى شيء من الأعمال، حتى الذرة فكيف بما فوقها، {وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ٨} كذلك أعمال الفاجرين لابد أن يشاهد كل ما عمله، ويتحقق ذلك ليعرف ويعلم ويتحقق عدل الله جل وعلا، وهناك سيعرف الإنسان كل ما كان يشك فيه، ويرتاب ويتحقق صدق ما وعد الله وأوعد وأخبر سبحانك اللهم وتعاليت ربنا وتقدست، وأنت العدل الحكيم.