تفسير جزء عم وجزء تبارك،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

تفسير سورة (والتين)

صفحة 46 - الجزء 1

تفسير سورة (والتين)

  

  {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ١} أقسم الله لفضلها على سائر الفواكه، ولذا روي أنه أهدي لرسول الله ÷، طبق من تين فأكل منه وقال لأصحابه: «كلوا فلو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة لقلت هذا، لأن فاكهة الجنة لا فيها، فكلوها فإنها تقطع البواسير، وتنفع من النقرس» والتين هي الشجرة المعروفة المأكولة، والزيتون كذلك معروف. وقيل: هما جبلان من الأرض المقدسة، ولأنهما منبتان التين والزيتون، كأنه قيل: ومنابت التين والزيتون.

  {وَطُورِ سِينِينَ ٢} ما هو جبل سيناء الذي ذكره الله في قوله تعالى: {وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ}⁣[المؤمنون: ٢٠] والإضافة فيه إلى البقعة، لأن البقعة تسمى سينا. قيل: هو الجبل الذي كلم الله موسى منه، والله أعلم.

  {الْبَلَدِ الْأَمِينِ ٣} مكة، وقيل الحرم المحرم كله، الأمين من أمن وسمي الرجل أمنه فهو أمين وأمانته أن يحفظ من دخله كما يحفظ الأمين أمانته، أو بمعنى ذي أمن كما قال تعالى: {حَرَمًا آمِنًا}⁣[القصص: ٥٧] إي ذي أمن، ومعنى القسم بهذه الأشياء الإبانة عن شرف البقاع المباركة وما ظهر فيها من الخير والبركة، بسكنى الأنبياء الصالحين، فهي مهاجر إبراهيم #، ومولد عيسى، ومنشؤه، والجبل المبارك الذي نودي موسى منه، ومكة مكان البيت الحرام الذي هو هدى للعالمين، ومولد رسول الله ÷ {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ