تفسير سورة (سبح)
  قلت: وليس فيها دليل لأن الفاء قد تكون للتفصيل، مثل: {وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ} فقال: تأمل.
  وقيل: تزكى أخرج الفطرة فكبر في طريقة فصلى صلاة العيد {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ١٦ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ١٧} أي: تؤثرون الحياة الدنيا بطلب أغراضها، وجمع أموالها، ذلك تنسون الآخرة، لأن المقبل على الدنيا لا بد أن يقصر في طلب الآخره، ولذا ورد ما طلب أحد الدنيا إلا قصر في آخرته، ولا طلب أحد الآخرة إلا قصر في دنياه {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى ١٨ صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ١٩} يقول جل وعلا إن هذا المذكور في الصحف الأولى. روي عن أبي ذر أنه سأل رسول الله ÷، كم أنزل الله من كتاب؟ فقال: «مائة وأربعة كتب منها على آدم عشر، وعلى شيث خمسون، وعلى أجنوخ وهو ادريس ثلاثون، وعلى إبراهيم عشر، والتوراة، والإنجيل، والزبور، والفرقان»، وقيل في صحف إبراهيم: (ينبغي للعاقل أن يكون حافظاً للسانه، عارفاً بزمانه، مقبلاً على شأنه)، أفاد هذا في الكشاف، والله الموفق.