تفسير سورة طارق
تفسير سورة طارق
  
  {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ ١} أقسم الله بالسماء والطارق، لما ذكرناه سابقاً أنه ما أقسم الله بشيء إلا لعظمته وعجيب صنعه، ولما فيه من الأحكام والتدبير، والسماء لا شك أن فيها حسن التدبير، ولما فيها من النجوم الجاريات، وغير ذلك، مما يفهمه المخلوقون وغيره، وكذا النجم الثاقب، قال في المصابيح: «أنه ذو الذنب الذي يرى ليلاً ويطرق في الحين الطويل وإنما قيل له الطارق» والله أعلم لأنه لا يرى إلا بالليل، والعرب تسمي ما جاء من الأشياء ورثي ليلا، آتياً وطارقاً وقال في الكشاف: «والثاقب المضيء كأنه يثقب الظلام بضوءه، فينفذ فيه كما قيل: دُرّيّ لأنه يدرؤه أي يدفعه، ووصف بالطارق لأنه يبدو بالليل، كما يقال للآتي ليلاً طارق، أو لأنه يطرق الجني أي: يصكه، والمراد جنس النجوم أو جنس الشهب التي يرمى بها»، انتهى.
  والقسم بالنجم لما فيه من عجيب القدرة، ثم قال: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ ٢ النَّجْمُ الثَّاقِبُ ٣} تقدم أن الاستفهام في مثل هذا هو لعظم المذكور، وإظهار فخامة شأنه، كما قال تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ٧٥ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ٧٦}[الواقعة] روي أن أبا طالب كان عند رسول الله ÷، فانحط نجم فامتلاء ماءً ثُمَّ نُوراً، فجزع أبو طالب وقال: أي شيء هذا؟ فقال ÷: «هذا