مولده ونشأته
  بوجهه، فقال: رأيت رسول الله ÷ في ليلتي هذه أخذ بيدي فأدخلني الجنة فزوجني حوراء، فواقعتها، فَعَلِقَتْ، فصاح بي رسول الله ÷: «يا علي بن الحسين سم المولود منها زيداً»، فما قمنا حتى أرسل إليه المختار بأم زيد شراها بثلاثين ألفاً.
  وروى أبو الفرج الاصفهاني في مقاتل الطالبيين بسنده إلى زياد بن المنذر، قال: اشترى المختار بن أبي عبيدة الثقفي جارية بثلاثين ألفا، فقال لها: أدبري، فأدبرت، ثم قال لها: أقبلي، فأقبلت ثم قال: ما أدري أحدا أحق بها من علي بن الحسين فبعث بها إليه، وهي أم زيد بن علي.
  وكان والده علي بن الحسين إذا صلى الفجر لم يلتفت إلى أصحابه، ويسبح تسبيحاً مواضباً عليه، ويركع ركعات، ثم يلتفت إليهم، فيوم ولد زيد بن علي @، أتاه البشير عند طلوع الشمس، فانثنى إلى أصحابه، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي ÷ ثم قال: (ما تقولون في هذا المولود، ما نسميه) فقال بعض: حسن، وقال بعض: حسين، وقال بعض: جعفر، قال: فقال علي بن الحسين @: (يا غلام عليَّ بالمصحف) ففتحه وقال: (بسم الله) ثم قام فصلى ركعتين، ثم أخذه ففتحه فخرج في أول سطر {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ٩٥}[النساء]، فحمد الله وأثنى عليه، ووضع المصحف، وقام فرجع، ثم أخذه فوضعه في حجره، ثم فتحه، وقال: (بسم الله) فخرج في أول سطر {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي