مولده ونشأته
  سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ}[التوبة: ١١١]، فضرب بيدٍ على يدٍ، وقال: (إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون) وقطرت عيناه في المصحف، وقال (هو والله صاحب الكناسة) مرتين، ثم قال: (أما والله ما أجد من ولد الحسين # إلى يوم القيامة، أعظم منه وسيلة، ولا أصحابه آثر عند الله من أصحابه).
  وفي رواية أخرى عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر @، قال: (بُشِّر أبي # بزيد بن علي حين ولد، فأخذ المصحف ففتحه ونظر فيه فإذا قد خرج في أول السطر: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ}[التوبة: ١١١]، فأطبقه ثم فتحه فخرج: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ١٦٩}[آل عمران]، فأطبقه ثم فتحه فخرج: {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ٩٥}[النساء]، ثم أطبقه، ثم قال: عزيت والله عن هذا المولود وإنه لمن الشهداء المرزوقين).
  ونشأ في بيت زاك رفيع، إنه بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومهبط الوحي والتنزيل، في هذا البيت الرفيع، الذي هو مدرسة تقوى وصلاح، نشاء الإمام زيد، ولكنه لم يفتح عينه إلا على نفوس قد أذابها الحزن، وأظناها الألم، ولا يسمع إلا البكاء والعويل، والنادبات من عماته، يندبن سيد الشهداء، ويعددن رزاياه، وما حل به من فادح الخطب، وفاجع الرزء، ويشاهد أباه،