بعض الأصول والمبادئ التي رسمها الإمام زيد #
  والأصول وانتهجها من بعده أئمة أهل البيت $، بعد أن كانت قد عَفَى الزمان أثرها، ومحى ظلمُ وتغلبُ الأمويين والظالمين رسمَها.
  فانتماء الزيدية إلى الإمام زيد # ليس انتماء تقليد، كنسبة الحنفية إلى أبي حنيفة، والشافعية إلى الشافعي، والمالكية إلى المالكي، والحنبلية إلى الحنبلي، بل تلك النسبة اتباع للدليل والحجة، فإن أئمة الزيدية وعلمائها لما رأوا أن الإمام زيد أخذ أصوله ومبادئه من القرآن والسنة الصحيحة وحجة العقل، وقفوا عندها ووافقوا الإمام زيد في القول بها، وجعلوا نسبتهم إليه لكونه أول من سلك تلك المبادئ وسار عليها، فالنسبة نسبة افتخار واعتزاز، لا نسبة تقليد واتباع بغير دليل.
  وتلك الأصول والمبادئ هي التي رسمها رسول الله ÷ لأمته، وانتهجها الإمام علي # بعده، وصرح بها في خطبه ومكاتباته، ثم تغلب الظلمة على الإسلام وأهله فأدخلوا فيه ما ليس منه، وأزالوا منه ما هو فيه، مراعاة لتثبيت قوائم عروش ملكهم.
  ثم فتح ذلك الباب الإمام الحسين السبط الشهيد بن علي #، ثم تغلب الظالمون مرة أخرى، ثم نفخ فيها روح الحياة ونعشها نعشة الدوام الإمام زيد بن علي #، ثم سار عليها أهل البيت $ إمام يتلو إماماً، وعالم يتلو عالماً.
  وتلك الأصول والمبادئ كانت قد عبثت بها أيدي العابثين، ودنستها أقلام الكاتبين من أعوان الظالمين، وحاولوا أن يجعلوا بدلاً عنها مبادئ وأصولاً يَضْمَنُ