بعض الأصول والمبادئ التي رسمها الإمام زيد #
  الملوك والسلاطين معها بقائهم متربعين على كراسي الملك وخلافة المسلمين، لأن تلك الأصول والمبادئ تشكل عليهم خطراً كبيراً، وهم بسببها يتوقعون في يوم من الأيام زوال ذلك على أيدي رجال يمشون عليها كما حصل ذلك.
  لأن تلك الأصول والمبادئ تنكر على الظالمين أفعالهم وتصرفاتهم وتوعدهم وتتهددهم، فحاولوا إبدالها بما يُحَسِّنُ لهم قبيح أفعالهم، ويزين لهم شَينَ سِيَرِهِم.
  فمن تلك الأصول الهامة التي ابتنى عليها مذهب الزيدية: التوحيد لله وتنزيهه وتقديسه عن مشابهة خلقه ومماثلتهم في ذواتهم وأعضائهم وصفاتهم وما يطرؤ عليهم من التغير والتبدل والزوال والإنتقال والهبوط والصعود والحلول في الأماكن والكون في الجهات، وتنزيهه أيضاً عن إحاطة خلقه به في ذات أو صفة فلا تقع عليه أبصارهم، ولا تحيط به أفكارهم، ولا تتخيله أوهامهم إلى غير ذلك.
  ومن تلك الأصول: القول بعدل الله وحكمته، بتنزيهه وتقديسه تعالى عن الظلم والعبث والفساد، والتعالي عن خلق أفعال العباد، أو إجبارهم عليها أو الرضا والمحبة والإرادة للمعاصي والفساد، وأنه تعالى كلف عباده دون ما يطيقون، ووضع عنهم ما لا يستطيعون، وجعل لهم قوة واستطاعة على ما به تكليفهم، فلا يثيب ولا يعاقب أحداً إلا بعمله وفعله، ولا يساوي بين من أطاعه ومن عصاه من خلقه، ويبتلي عباده ويمتحنهم بقدر ما تتضمنه المصلحة والحكمة التي يعلمها تعالى لهم وغير ذلك.
  ومن تلك الأصول: القول بصدق الوعد والوعيد، فالله لا يخلف الميعاد، فمن مات مؤمناً دخل الجنة خالداً فيها أبداً، ومن مات كافراً أو عاصياً مرتكباً