مولده ونشأته
  وقال: رأيته بالمدينة وهو شاب، يذكر الله عنده فيغشى عليه حتى يقول القائل: ما يرجع إلى الدنيا.
  وقد روي أن زيد بن علي @ قرأ {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ١}[التكاثر] حتى بلغ {كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ٣}[التكاثر]، فبكى بكاء شديداً، حتى ظننت أنه سيموت.
  قال عبد الله بن الحسن @: (كان زيد بن علي @ إذا قرأ آية الخوف، ماد والله كما تميد الشجرة من الريح في اليوم العاصف).
  وكان كثير الملازمة لكتاب الله، حتى عرف بحليف القرآن، قال #: (خلوت بكتاب الله ø، أقرأه وأتدبره ثلاث عشرة سنة).
  وروي أنه # كان يصوم يوماً ويفطر يوماً.
  وكان # يحيي الليل كله، وروي أنه لم ينم الليل عشرين سنة.
  وكان كثير البكاء من خشية الله، حتى كان دمعه يبل لحيته، وكان دمعه - كما قيل: يشبه الدم - فقيل له في ذلك، فقال: (لم لا أبكي فوالله لو قد أعطاني الله الامان من الحساب والعقاب لحق لي أن أبكي إن كنتم تعلمون يا ذوي الالباب).