إعلام ذي الكياسة ببعض أنباء صاحب الكناسة،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

مولده ونشأته

صفحة 13 - الجزء 1

  وقال محمد بن الفرات: رأيت زيد بن علي وقد أثر السجود بجبهته أثراً خفيفاً.

  قال الشيخ العالم، ولي آل محمد، أبو القاسم عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر البغدادي المعروف بالبقال في كتابه طبقات الشيعة: كان زيد بن علي ¥ شامةَ أهل زمانه، وجوهرة أوانه، وإمام أهل بيت النبوة في وقته $ يعرف في وقته بحليف القرآن، له في الزهد والكرم ومحاسن الاخلاق ما ليس لغيره من أهل زمانه، فتح الله عليه بالعلم.

  وكان في العبادة كآبائه فقد حكى ولده الإمام يحيى بن زيد عن عبادته فقال: (كان يصلي الفريضة، ثم يصلي ما شاء الله، ثم يقوم على قدميه يدعو الله إلى الفجر، يتضرع إليه، ويبكي بدموع جارية حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر قام وصلى الفريضة، ثم جلس للتعقيب إلى أن يتعالى النهار، ثم يقوم في حاجته ساعة، فإذا كان قرب الزوال قعد في مصلاه، وسبح الله ومجده إلى وقت الصلاة، وقام فصلى الأولى، وجلس هنيهة وصلى العصر، وقعد في تعقيبه ساعة ثم سجد سجدة، فإذا غابت الشمس صلى المغرب والعتمة، وكان يصوم في السنة ثلاثة أشهر، وفي الشهر ثلاثة أيام).

  وكان يبكي من خشية الله حتى تختلط دموعه بدمه طول ليله.

  وقال عاصم بن عبيد الله العمري حاكياً عن عبادة زيد وخشوعه وخوفه من الله: لقد رأيته وهو غلام حدث، وإنه ليسمع الشيء من ذكر الله، فيغشى عليه حتى يقول القائل: ما هو بعائد إلى الدنيا.