إعلام ذي الكياسة ببعض أنباء صاحب الكناسة،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

أسباب خروج الإمام زيد #

صفحة 37 - الجزء 1

  التلاعب وعدم التطبيق فهو يرى تعطيل الحدود، وتبديل الشرائع، وإماتة السنن، وإحياء البدع، وإهمال الفرائض، وتضييع الحقوق، وارتكاب المحرمات والفجور، وظهور المعاصي والفسوق، وبنو أمية متربعون على كرسي الحكم، منهمكون في المعاصي، من شرب الخمور، وارتكاب الفجور، وتضييع مال الله، وظلم عباد الله، كالبهيمة همها أكلها وشربها وشهوتها، ولا تدري ما يراد بها، بل هم أضل سبيلاً.

  والامة تعيش في هذه الفوضى العارمة لا تستطيع إنكاراً ولا تغييراً، وأهل البيت $ لا يحركون ساكناً - ليس لمكان الجبن والاقرار على ظلم الامة - بل لعدم وجود الناصر، وغلبة أهل الباطل.

  الإمام زيد # كان يسعى في إصلاح الامة بالقول والعمل، ولكنه يرى أن ذلك لا يحقق هدف الاصلاح والتغيير للمنكر مع استفحاله وانتشاره إلا بقيام ثورة ضد الظلم وأهله، تعيد روح الاسلام والايمان والجهاد في قلوب المستضعفين.

  الإمام زيد # كان يحرص كل الحرص على صلاح أمة جده المصطفى ÷، ويسعى جاهداً إلى ذلك، بل ويكاد يموت أسفاً وحسرة على الواقع المرير الذي تعيشه، فقد جسد حرصه وإخلاصه على جمع كلمة المسلمين، والإصلاح فيما بينهم، ورفع الظلم عنهم، في قوله المشهور عنه (والله لوددت أن يدي ملصقة بالثريا، فأقع إلى الأرض أو حيث أقع، فاتقطع قطعة قطعة، وأن الله يصلح بي أمة محمد ÷