إعلام ذي الكياسة ببعض أنباء صاحب الكناسة،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

أسباب خروج الإمام زيد #

صفحة 38 - الجزء 1

  فهو يرى باطلاً يُحيى، وصادقاً يكذب، وأثرة بغير تقى، ورأى جوراً شاملاً، واستبداداً عاماً في أمور المسلمين.

  فإن في بعض رسائل دعوته إلى الناس التي تبين أسباب خروجه: وقد عرفتم حالكم الذي أنتم عليه من الفتنة في دينكم، والبلاء في معايشكم، من سفك الدماء، والاستئثار عليكم بفيئكم، فهذا ما أنتم عليه اليوم مقيمون، وبه آخذون، وأنا أدعوكم إلى كتاب الله، وسنة نبيئه محمد ÷، والدفع عن المستضعفين، ومجاهدة الظالمين الذين ابتزوا أهل بيت نبي رب العالمين، فبادروا إلى عبادة الله، واحذروا أن يحل بكم عذاب الله وبأسه، وما حل على من كان قبلكم من أهل معصيته، والتولي عن أمره، وراجعوا الحق واحموا أهله، وكونوا لهم أعواناً إليه لتكونوا من المفلحين.

  ومن كلام له في رسالة أخرى قال فيها: ألستم تعلمون أنَّا أهل بيت نبيكم، المظلومون المقهورون من ولايتهم فلا سهم وُفِّينا، ولا ميراث أعطينا، ما زال قائلنا يقهر - يعني يكذب -، ويولد مولودنا في الخوف، وينشأ ناشئنا بالقهر، ويموت ميتنا بالذل.

  ويحكم إن الله قد فرض عليكم جهاد أهل البغي والعدوان، وفرض نصرة أوليائه الداعين إليه وإلى كتابه، قال الله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ٤٠}⁣[الحج]، وإنا قوم عصمنا ربنا، ونَقَمْنا الجور المعمول به في أهل ملتنا، فوضعنا كل من توارث الخلافة، وحكم بالهوى، ونقض العهد، وصلى الصلاة لغير وقتها، وأخذ الزكاة من غير وجهها، ودفعها إلى غير أهلها،