إعلام ذي الكياسة ببعض أنباء صاحب الكناسة،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

أسباب خروج الإمام زيد #

صفحة 40 - الجزء 1

  جعفر يقول: لا يخرج على هشام أحد إلا قتله.

  فقال لي: يا جابر، لا يسعني أن أسكن وقد خولف كتاب الله، وتحوكم إلى الجبت والطاغوت، وذلك أني شاهدت هشاماً ورجل يهودي عنده يسب رسول الله - ÷، فلم يُغَيِّر.

  فقلت للساب له: ويلك يا كافر، أما إني لو تمكنت منك لاختطفت روحك، وعجلتك إلى النار.

  فقال هشام: مهٍ عن جليسنا يا زيد فوالله لو لم يكن إلا أنا ويحيى ابني لخرجت عليه وجاهدته حتى أفنى).

  فالامام زيد # إنما قام غضباً لله آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر، ومحيياً للسنن والشرائع، ومميتاً للبدع والضلال، قام ثائراً لله ولدينه، لما تنكرت المعالم، وكثرت المظالم، واستضعف المظلوم وأعين الظالم، وأصبح من يدعى خليفة للمسلمين يسب عنده رسول رب العالمين ولا يظهر منه إنكار ولا تغيير بل يقره على عمله، وينهى من ينهاه عن قبيح فعله.

  فلهذا وذاك خرج الإمام زيد ثائراً، رافضاً للظلم والإستبداد، رافعاً راية الجهاد، ساعياً للصلاح والرشاد.