إعلام ذي الكياسة ببعض أنباء صاحب الكناسة،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

أسباب خروج الإمام زيد #

صفحة 39 - الجزء 1

  ونسك المناسك بغير هديها، وجعل الفيء والأخماس والغنائم دولة بين الأغنياء، ومنعها المساكين وابن السبيل والفقراء، وعطَّل الحدود، وحكم بالرشا والشفاعات، وقرب الفاسقين، وَمَثَل بالصالحين، واستعمل الخونة، وخون أهل الأمانات، وسلط المجوس، وجهز الجيوش، وقتل الولدان، وأمر بالمنكر، ونهى عن المعروف، يحكم بخلاف حكم الله، ويصد عن سبيله، وينتهك محارم الله، إلى قوله #:

  فمن سألنا عن دعوتنا، فإنا ندعو إلى الله وإلى كتابه، وإيثاره على ما سواه، وأن نصلي الصلاة لوقتها، ونأخذ الزكاة من وجهها، وندفعها إلى أهلها، وننسك المناسك بهديها، ونضع الفيء والأخماس في مواضعها، ونجاهد المشركين بعد أن ندعوهم إلى دين الحنيفية، وأن نجبر الكسير، ونفك الأسير، ونرد على الفقير، ونضع النخوة والتجبر والعدوان والكبر، وأن نرفق بالمعاهدين، ولا نكلفهم ما لا يطيقون.

  ولما دخل عليه قوم في وقت دعوته فقالوا: إلى مَ تدعونا فقال: (إلى كتاب الله، وإحياء السنن، وإطفاء البدع، فإن أجبتموني سعدتم، وإن أبيتم فلست عليكم بوكيل)، فهذه من أسباب دعوته وخروجه، وأنها لأجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

  ومن أعظم الاسباب الحاثة للإمام زيد # على الخروج والجهاد في سبيل الله، ما روي من كلام الإمام زيد # لجابر الجعفي عندما أزمع على الخروج، فقال له جابر: إني سمعت أخاك أبا