إعلام ذي الكياسة ببعض أنباء صاحب الكناسة،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الإمام زيد والرافضة

صفحة 45 - الجزء 1

  قبل ظهور الإمام زيد #، ولم يكن أحد يعرف من يكون هؤلاء.

  فالإمام زيد # لما ظهرت دعوته بايعه الناس وأقبلوا إليه من كل الطوائف والفرق جميعاً على اختلاف آرائهم ومذاهبهم، فلم يكن الزيدي أحرص عليها من المعتزلي، ولا المعتزلي أسرع إليها من المرجئي، ولا المرجئي من الخارجي، فكانت بيعته # مشتملةً على فرق الأمة مع اختلافهم، فكلهم قد أجمعوا على إمامة زيد بن علي #، ولم يتخلف عنه # إلا طائفة قليلة، تركوا نصرته والجهاد معه، وشذّوا عنه بعد أن كانوا قد بايعوه.

  فلما بلغهم أن سلطان الكوفة يطلب من بايع زيداً ويعاقبهم، خافوا على أنفسهم فخرجوا من بيعة زيد، ورفضوه مخافة من السلطان، ثم لم يدروا بم يحتجون على من لامهم، وعاب عليهم فعلهم، فقالوا بالوصية حينئذ، فقالوا كانت الوصية من علي بن الحسين إلى ابنه محمد، ومن محمد إلى جعفر، ليموهوا به على الناس، وليخذلوا عنه، فضلوا وأضلوا.

  ولكن الإمام زيداً # لم يرض بهذا التمويه والتلاعب فقد قطع شغبهم، وأبطل شبهتهم، وحسم الموقف، وقال لهم - حين قالوا: لست الإمام، قال: فمن هو قالوا: ابن أخيك جعفر، فعند ذلك قال لهم -: إن قال جعفر هو الإمام فقد صدق، فاكتبوا إليه وسلوه)، فقالوا: الطريق مقطوع، ولا نجد رسولاً إلا بأربعين ديناراً، قال: (هذه أربعون ديناراً، فاكتبوا وأرسلوا إليه)، فلما كان من الغد أتوه، فقالوا: إنه يداريك قال: (ويلكم إمام