إعلام ذي الكياسة ببعض أنباء صاحب الكناسة،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الإمام زيد والرافضة

صفحة 46 - الجزء 1

  يداري من غير بأس، أو يكتم حقاً، أو يخشى في الله أحداً اختاروا مني أن تقاتلوا معي، وتبايعوني على ما بويع عليه علي والحسن والحسين $، أو تعينوني بسلاحكم، وتكفوا عني ألسنتكم)، قالوا: لا نفعل، قال: (الله أكبر، أنتم والله الروافض الذي ذكر جدي رسول الله ÷ قال: (سيكون من بعدي قوم يرفضون الجهاد مع الأخيار من أهل بيتي، ويقولون ليس عليهم أمر بمعروف، ولا نهي عن منكر، يقلدون دينهم، ويتبعون أهوائهم»، ثم قال: (اللَّهُمَّ اجعل لَعْنَتَكَ ولعنةَ آبَائِي وَأَجْدَادِي، ولَعْنَتِي عَلَى هَؤلاءِ القَومِ الذَيِنَّ رَفَضُونِي، وخَرَجُوا مِن بَيْعَتِي، كمَا رَفَضَ أَهلُ حَروراءَ عَلِي بن أَبي طَالِب # حتى حَارَبُوهُ).

  وروى أيضاً أنهم دخلوا على زيد # فقالوا: إلى مَ تدعونا

  فقال: إلى كتاب الله، وإحياء السنن، وإطفاء البدع فإن أجبتم سعدتم، وإن أبيتم فلست عليكم بوكيل.

  قالوا: لا يسعنا ذلك، وخرجوا يقولون: سبق الإمام - يعنون بذلك جعفر الصادق -، فلما كان فعلهم على ما ذكرنا، سماهم حينئذ زيد روافض.

  وقد روى الطبري في تاريخه: أن طائفة من الرافضة قبل خروج زيد بن علي مروا بجعفر بن محمد فقالوا له: إن زيد بن علي فينا يُبَايَعُ، أفترى لنا أن نبايعه.

  فقال لهم: نعم بايعوه، فهو والله أفضلنا وسيدنا وخيرنا، فجاؤوا فكتموا ما أمرهم به.