الإمام زيد والرافضة
  رافضي، فهذا الوصف يدخل فيه النواصب من باب أولى، لأنهم يرفضون الجهاد مع الأئمة، بل ويحاربونهم، فلما خاف النواصب أن نسميهم بالرافضة للاشتراك في علة التسمية، خلقوا لهم علة غير مؤثرة في التسمية، وجعلوها سبب التسمية، وذلك غير صحيح من وجوه:
  أولها: أن المؤرخين وأهل السير ذكروا أن سبب التسمية لهم بذلك، هو رفضهم للجهاد مع الإمام زيد #.
  ثانيها: أن أهل البيت $ مجمعون على ذلك السبب، ولا يختلفون في بطلان ما يجعله النواصب سبباً، وهم أعلم بذلك، لأن القضية تخصهم، وهم أهل الإدارة والشأن فيها.
  ثالثها: ليس هناك رواية تصحح ما يقوله النواصب في ذلك، لأن تلك الرواية من طريق المنحرفين عن أهل البيت، وهي رواية آحادية أيضاً.
  رابعها: أن هناك رواية أخرى عن الإمام زيد # أنه لما سئل عن الشيخين، خطأهما ونسب ما أصابه من الظلم والقتل إليهما.
  ومن ثَمَّ فإن الاسم وإن أطلق على الذين رفضوا بيعة الإمام زيد، فلا يمنع أن يطلق على غيرهم ممن حصلت فيه بعض الأوصاف المتقدمة، فأعداء أهل البيت ومبغضوهم ومن يميل إلى سواهم يشترك مع أولئك في اسم الرفض، وليس له عنه محيص، فاسم الرافضة لم ينته ولم يزل فلا يزال يتصف بهم أقوام ولو كانوا يدعون أنهم من أتباع أهل البيت، ما داموا يرفضون الجهاد والنصرة وقول الحق مع القائمين الكاملين من أهل البيت $.