إعلام ذي الكياسة ببعض أنباء صاحب الكناسة،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الإمام زيد والرافضة

صفحة 47 - الجزء 1

  وقال الإمام القاسم بن إبراهيم #: سميت الرافضة لرفضها آل رسول الله كلهم، ولاختيارها برأيها وأهوائها إماماً منهم، وليس بأعلمهم ولا أفضلهم، فهي يا بني كما سميت الرافضة من حق الله في الإمامة لما رفضت، والمبغضة من أولياء الله القائمين بالقسط لمن أبغضت، التي لم تَئْلُ أبرار آل نبيها ÷ تجهيلاً وتضليلاً وتعويقاً للناس عنهم وتخذيلاً، صداً منهم عن سبيل الله، وتفريقاً عن جهاد أعداء الله، وانتصاحاً في ذلك لضدهم، وفرحاً في ذلك بمقعدهم عما قام به رسول رب العالمين، من جهاد الكفرة المضلين.

  وأهل البيت $ المتقدمون منهم والمتأخرون يصرحون بذمهم للرافضة، وتخطئتهم والانكار عليهم، والرد لاقوالهم، والابطال لشبههم، وقد ألفت المؤلفات في خصوص الرد عليهم ونقض شبههم، وإبطال محالاتهم التي يدعون، فهذا هو سبب الرفض وسبب التسمية.

  فأما يرويه الخصوم ويروج له أعداء أهل البيت $، - ليلمزوا به من كان من الشيعة - من أن سبب التسمية بالرافضة هو أنهم طلبوا من الإمام زيد أن يتبرأ من الشيخين، فرفض، فامتنعوا من نصرته ورفضوا بيعته.

  فنقول: لما كانت الرافضة مذمومة، وقد حكم النبي ÷ عليهم بالشرك والكفر، فإن كل من يخشى أن يسمى به يحاول أن يرمي به خصومه، فالنواصب لما كانوا ممن يشمله اسم الرفض، ويدخلون تحت مسماه، لقوله ÷: (يرفضون الجهاد مع الأخيار من ذريتي)، وهذا هو أهم الصفات، فمن رفض الجهاد مع الأئمة الدعاة فهو