إعلام ذي الكياسة ببعض أنباء صاحب الكناسة،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

خروجه # وصفته

صفحة 54 - الجزء 1

خروجه # وصفته

  كان الإمام زيد # قد واعد أصحابه على الخروج أول ليلة من صفر، ولكن يوسف بن عمر لما بلغه أن الشيعة قد بايعت زيداً #، وأنهم في أهبة التهيؤ والاستعداد أقلقه الامر وأزعجه، وضاقت عليه الأرض بما رحبت.

  وكان الذي أخبر يوسف بن عمر هو سليمان بن سراقة البارقي.

  فقال له يوسف بن عمر: ويحك كيف علمت بذلك.

  فقال: أخبرني الصدوق أنه قد بايعه الناس على ذلك، ووجه بكتبه إلى أهل السواد يواعدهم بالخروج.

  فبعث يوسف إلى عامله بالكوفة الحكم بن الصلت، يحذره أمر زيد بن علي، ويأمره بالطلب والتفتيش، ثم أرسل إلى الطرق فأخذت، فكان لا يمر أحد إلا فُتِّشَ، مخافة أن يكون معه كتاب.

  فبينما أهل المسالح من الشرطة على الطرق إذا برجل يمر، وفي يده عصاة، وهو مستعجل، فصاحوا به ثم قالوا: من أين أنت قال: من بلاد الشام، ففتش فلم يجدوا معه شيء، فضرب أحد الشرطة يده إلى العصا فأخذها، وجعل يقلبها وينظر إليها، فإذا على ناحية منها قطعة شمع ملصقة، فقلع ذلك الشمع، فإذا جانب العصا مجوفة وفي جوف الحفر كتاب مدرج، فأخذ الكتاب والرجل، فأتى بهما إلى يوسف بن عمر، فأخذ الكتاب ففضه، فإذا