إعلام ذي الكياسة ببعض أنباء صاحب الكناسة،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

خروجه # وصفته

صفحة 55 - الجزء 1

  فيه: (، من زيد بن علي بن الحسين بن علي إلى أهل الموصل، وسائر بلاد الجزيرة، سلام عليكم، أما بعد:

  فاتقوا الله عباد الله، الذي خلقكم ورزقكم، وبيده أموركم، وإليه مصيركم، فإنكم قد أصبحتم تعرفون الحق إذ أنتم تواصفونه بينكم، ووصفه واصف لكم، ولا ينتفع واصف الحق ولا الموصوف له حتى يُعينَ من قام به عليه، وقد قال الله تعالى: {وَالْعَصْرِ ١ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ٢ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ٣}⁣[العصر]، وقد دعا محمد ÷ أهل الكتاب من قبل، كما أمره الله سبحانه فقال: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ}⁣[آل عمران: ٦٤]، وقد عرفتم حالكم الذي أنتم عليه من الفتنة في دينكم، والبلاء في معايشكم، من أمر سفك الدماء، والاستئثار عليكم بفيئكم، فهذا ما أنتم عليه اليوم مقيمون، وبه آخذون، وأنا أدعوكم إلى كتاب الله، وسنة نبيئه محمد ÷، والدفع عن المستضعفين، ومجاهدة الظالمين، الذين ابتزوا أهل البيت - بيت نبي رب العالمين - فبادروا إلى عبادة الله، واحذروا أن يحل بكم عذاب الله وبأسه، وما حل على من كان قبلكم من أهل معصيته، والتولي عن أمره، وراجعوا الحق واحموا أهله، وكونوا لهم أعواناً إليه، لتكونوا من المفلحين، والسلام على عباد الله الصالحين، وصلى الله على سيدنا محمد ÷.