إعلام ذي الكياسة ببعض أنباء صاحب الكناسة،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

منهجية الإمام زيد # في قيامه وجهاده

صفحة 65 - الجزء 1

  (عباد الله: إن الظالمين قد استحلوا دمائنا، وأخافونا في ديارنا، وقد اتخذوا خُذْلانكم حجة علينا في ما كرهوه من دعوتنا، وفيما سفهوه من حقنا، وفي ما أنكروه من فضلنا.

  عباد الله: فأنتم شركاؤهم في دمائنا، وأعوانهم في ظلمنا، فكل مال لله أنفقوه، وكل جمع جمعوه، وكل سيف شحذوه، وكل عدل تركوه، وكل جور ركبوه، وكل ذمة لله أخفروها، وكل مسلم أذلوه، وكل كتاب نَبَذوه، وكل حكم للَّه تعالى عطلوه، وكل عهد لله نقضوه، فأنتم المعاونون لهم على ذلك، بالسكوت عن نهيهم عن السوء).

  خامسها: لم يكن همّ الإمام # أن يحشد لنفسه الأنصار، وأن يجمع الجموع على غير معرفة منهم بما يدعوهم إليه، ولا وعي فيما هم فيه داخلون من الأمر، بل يريد منهم المعرفة واليقين والبصيرة التي من خلالها يعرفون أنه على الحق وأن خصمه على الباطل، كما قال # في خطبة خطب أصحابه قبل بدء المعركة:

  (عباد الله: لا تقاتلوا عدوكم على الشك فتضلوا عن سبيل الله، ولكن البصيرة البصيرة، ثم القتال، فإن الله يجازي على اليقين أفضل جزاء يجزي به على حق، إنه من قتل نفساً بشك في ضلالتها كمن قتل نفساً بغير حق، عباد الله: البصيرة البصيرة)، قال أبو الجارود: فقلت له: يا ابن رسول الله، يبذل الرجل نفسه على غير بصيرة

  قال: (نعم، إن أكثر من ترى عشقت نفوسهم الدنيا، فالطمع أرداهم إلا