إعلام ذي الكياسة ببعض أنباء صاحب الكناسة،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

منهجية الإمام زيد # في قيامه وجهاده

صفحة 64 - الجزء 1

  مذكورة، وإلى عبادة الله منسوبة، وبدراسة القرآن معروفة، ولكم في أعين الناس مهابة، وفي المدائن والأسواق مكرمة، يهابكم الشريف، ويكرمكم الضعيف، ويرهبكم من لا فضل لكم عليه، يُبدأ بكم عند الدعوة والتحفة، ويشار إليكم في المجالس، وتشفعون في الحاجات إذا امتنعت على الطالبين، وآثاركم مُتَّبَعة، وطرقكم تُسْلك، كل ذلك لما يرجوه عندكم من هو دونكم من النجاة في عرفان حق الله تعالى، فلا تكونوا عند إيثار حق الله تعالى غافلين، ولأمره مضيعين، فتكونوا كالأطباء الذين أخذوا ثمن الدواء وأعطبوا المرضى، وكرعاة استوفوا الأجر وظلوا عن المرعى، وكحراس مدينة أسلموها إلى الأعداء، هذا مثل علماء السوء)، إلى قوله #:

  (والذي نفس زيد بن علي بيده لو بينتم للناس ما تعلمون، ودعوتموهم إلى الحق الذي تعرفون، لتضعضع بنيان الجبارين، ولتهدم أساس الظالمين، ولكنكم اشتريتم بآيات الله ثمناً قليلاً، وداهنتم في دينه، وفارقتم كتابه، هذا ما أخذ الله تعالى عليكم من العهود والمواثيق، كي تتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، فأمكنتم الظلمة من الظلم، وزينتم لهم الجور، وشددتم لهم ملكهم بالمعاونة والمقاربة، فهذا حالكم).

  رابعها: في مواجهة الحق والباطل لا بد من بيان الموقف الذي تتخذه، إما ناصراً للحق خاذلاً للباطل، أو العكس والعياذ بالله، فإذا طلب الإنسان لنفسه طريقاً أخرى يطلب فيها النجاة والسلامة فلن يجدها، فإذا سولت له نفسه بأن السكوت والإعراض عن ذلك طريق نجاة فقد تورط، ولهذا لما علم الإمام # بخطر السكوت عن الحق، وميل أكثر الناس إليه، نبه على ذلك فقال: