منهجية الإمام زيد # في قيامه وجهاده
  أهل الشام لأفعله، وقد كنت نهيتكم أن لا تتبعوا مدبراً، ولا تجهزوا على جريح، ولا تفتحوا باباً مغلقاً، وإني سمعتهم يسبون علي بن أبي طالب # فاقتلوهم من كل وجهة).
  سابعها: السلبيات والإيجابيات في المعركة محسوبة على القائد ومضافة إليه، وهو الذي يتحمل عاقبة حسنها وقبحها، ولو صدرت من بعض أفراد الجيش لا سيما مع علمه بها، ولما كان في الجنود من قد يظن بأنه يحل له كذا وكذا، أو يريد أن يتوصل بالقتال ليشفي شيئاً في نفسه، أو لينتقم من عدو له، وقد يبلغ ذلك إلى القائم بالأمر فإن كان مما لا يحل ولا يجوز فلابد من أن ينبه على ذلك، حتى لا يضاف إليه شيئاً من سيئاتها، ولينجو عند الله غداً من تبعاتها، فمن قبل وانقاد فقد فاز، ومن رفض وخالف فقد خسر، كما فعل الإمام زيد # في هذه الرواية الآتية:
  فإنه لما قام الإمام زيد #، بلغه أن قوماً من غلاة الشيعة يقولون: نحن نحكم في دماء بني أمية وأموالهم برأينا، وكذلك نفعل برعيتهم.
  فلما بلغه ذلك صعد المنبر في الكوفة، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، وصلى على النبي ÷، ثم قال:
  (﷽ أما بعد: أيها الناس إنه لا يزال يبلغني منكم، أن قائلاً يقول: إن بني أمية فَيْئٌ لنا، نخوض في دمائهم، ونرتع في أموالهم، ويقبل قولنا فيهم، وتصدق دعوانا عليهم، حكم بلا علم، وعزم بلا روية، جزاء السيئة سيئة مثلها، عجباً لمن نطق بذلك لسانه، وحدثته به نفسه،