إعلام ذي الكياسة ببعض أنباء صاحب الكناسة،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

بداية سير المعركة

صفحة 70 - الجزء 1

  يجبهم أحد، ولقيتهم شرطة يوسف بن عمر فقتلوهما.

  وسمع نصر بن خزيمة النداء فأقبل إليه، فلقي عمر بن عبد الرحمن صاحب شرطة الحكم بن الصلت في خيله من جهينة في الطريق الذي يخرج إلى مسجد بني عدي، فقال نصر: يا منصور أمت، فلم يرد عليه عمر شيئاً، فشد نصر عليه وعلى أصحابه، فقتله نصر، وانهزم من كان معه.

  وانضم إلى زيد # نحو من خمسمائة رجل.

  ثم أقبل # حتى انتهى إلى جبانة الصيادين، وبها خمسمائة من أهل الشام، فحمل عليهم في أصحابه فهزمهم.

  ثم أرسل يوسف بن عمر الجواسيس ليأتوا بخبر الإمام وجيشه، وأرسل كتائبه وقواده إلى جهات الكوفة لمحاصرة الإمام ومن معه، وسار الإمام بمن معه حتى انتهى إلى الكناسة، فحمل على جماعة من أهل الشام كانوا بها، ثم سار إلى الجبانة، ويوسف بن عمر لعنه الله تعالى مع أصحابه على التل، ينظر إلى زيد وأصحابه وهم يكرون، ولو شاء زيد أن يقتل يوسف لقتله، فشد بالجمع على زيد # وأصحابه، فشدّ عليهم الإمام وأصحابه كأنهم الليوث، حتى قتلوا منهم أكثر من ألفي رجل ما بين الحيرة والكوفة.

  وحصل في ذلك اليوم قتال شديد بين الفريقين في نواحي الكوفة، قُتِلَ وجُرِحَ من أهل الشام كثير، وهزموهم في أكثر النواحي، وجعل يوسف بن عمر يوجه بقائد بعد قائد من وجوه أهل الشام، والإمام زيد بن علي واقف على أقل من ثلاث مائة رجل، فليس يقدم عليه جيش إلا أتى على عامته،