إعلام ذي الكياسة ببعض أنباء صاحب الكناسة،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

بداية سير المعركة

صفحة 71 - الجزء 1

  وهو في خلال ذلك يرفع صوته ويقول: (أيها الناس إنكم قد بايعتمونا، وأخذنا عليكم العهود والمواثيق إنه قد جاء الحق، وزهق الباطل).

  فرجع أهل الشام مساء يوم الأربعاء، وهم أسوء شيء ظناً.

  قال سعيد بن خثيم: فكنا مع زيد بن علي # في خمس مائة، وأهل الشام اثنا عشر ألفاً، وقد كان بايع زيد # أكثر من اثني عشر ألفاً، فغدروا به، إذ فصل رجل من أهل الشام من كلب على فرس له رائع، فلم يألُ شتماً لفاطمة بنت رسول الله ÷، فجعل زيد # يبكي حتى لثقت لحيته، وجعل يقول: (أما أحد يغضب لفاطمة بنت رسول الله ÷ أما أحد يغضب لرسول الله ÷ أما أحد يغضب لله تعالى).

  قال: ثم تحول الشامي عن فرسه فركب بغلة، قال: وكان الناس فرقتين نظارة ومقاتله، قال سعيد: فجئت إلى مولى لي، فأخذت منه مشتملاً كان معي، ثم استترت من خلف نظارة، حتى إذا صرت من ورآئه ضربت عنقه، وأنا مستمكن منه، فوقع رأسه بين يدي بغلته، ثم رميت جيفته من السَّرج، وشد أصحابه عليَّ حتى كادوا يرهقونني، فكثر أصحاب زيد، وحملوا عليهم، فاستنقذوني، فأتيت زيداً # فجعل يقبل بين عيني ويقول: (أدركت والله ثأرنا، أدركت والله شرف الدنيا والآخرة وذخرهما، اذهب بالبغلة فقد نفلتكها)، ثم عاد للمبيت ليلة الخميس.

  فلما كان يوم الخميس خرج إليهم زيد بن علي # وعلى ميمنته نصر بن خزيمة، ومعاوية بن إسحاق، والتقوا بأهل الشام، واقتتلوا قتالاً