إعلام ذي الكياسة ببعض أنباء صاحب الكناسة،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

أفعال بني أمية برأس الإمام زيد

صفحة 90 - الجزء 1

  فقام رجل من قريش في بعض تلك الايام، وهو محمد بن صفوان الجمحي، وهو أبو هدى القاضي قاضي أبي جعفر، فقال له محمد بن هشام: اقعد، ثم عاد فقام من غير أن يدعى، فقال له هشام: اقعد، فقال: إن هذا مقام لا نقدر عليه كل ساعة، قال: فتكلم فأخذ في خطبته، ثم تناول يلعن علياً وأهل بيته، والحسين بن علي، وزيد بن علي $ جميعاً ومن كان يحبهم.

  فبينا هو كذلك إذ وضع يده على رأسه، ووقع على الارض، فظننت أن خطبته قد انقطعت، فلم أعلم حتى إذا كان من الليل انتشر خبره، فرماه الله ø في رأسه بصداع لا يتمالك من الصداع حتى ذهب بصره في تلك الساعة.

  وكان رجل مستند إلى القبر فضرب بيده إلي فزعاً، قال: ما رأيت اشتق القبر فخرج منه رجل عليه ثياب بيض فاستقبل المنبر، وقال: كذبت لعنك الله).

  ومن ذلك: ما رواه الإمام المرشد بالله (ع) أيضاً بسنده عن الربيع بن حبيب، قال: لما أصيب زيد بن علي @ خرجت إلى المدينة أنا وأبي، وجيء برأس زيد بن علي @ فجعلت قريش يصعدون المنبر يشتمون ويبرؤون، فجاء شيخ فقال: أما من تبرأ منه وشتمه طلب دنيا فإني لست أطلب دنيا، فأقبل في شتمه والبراءة منه، قال: فبينا نحن كذلك إذ قال: ما هذه الظلمة التي قد غشيتنا، قال: فما خرج من المسجد إلا أعمى يقاد).