أفعالهم بمن له علاقة بالإمام زيد
أفعالهم بمن له علاقة بالإمام زيد
  وبعد قتل الإمام وأصحابه، لم ينته الظلم والعدوان بل أقام يوسف بن عمر مراسيم الاحتفال بالظفر المهزوم، والانتصار المشؤوم، فجمع أهل الكوفة في المسجد، وصعد على المنبر فشتم أهل الكوفة، وقال: يا أهل المدرة الخبيثة، والله ما يقعقع لي بالشنئان، ولا تقرن بي الصعبة، لقد هممت أخرب بلدكم وأحربكم بأموالكم، والله ما أطلت منبري إلا لأسمعكم عليه ما تكرهون، فإنكم أهل بغي وخلاف، ولقد سألت أمير المؤمنين أن يأذن لي فيكم، ولو فعل لقتلت مقاتلتكم، ولسبيت ذريتكم)، إلى آخرها.
  ثم وجه بالأوامر إلى الانتقام والاستئصال من كل من تربطه بالإمام زيد أدنى رابطة أو علاقة، ففعل أفعالاً لا تجوزها الشريعة الإسلامية، ولا يسوغها من له أدنى مشاعر إنسانية، ولا يجرؤ عليها إلا كافر بالرسالة المحمدية، ومنكر للمعاد والجزاء في الدار الأخروية، وتبين تلك الجرائم أن بني أمية وأشياعهم ليسوا من الإسلام في شيء، وأنهم قد هدموا الإسلام من أساسه، وأنحازوا إلى دين الجاهلية، ولولا ذلك لم يفعلوا ما فعلوا.
  فقد بعث يوسف بن عمر إلى أم امرأة للإمام زيد من الأزد، فهدم دارها، وحملت إليه، فقال لها: أزوجتِ زيداً قالت: نعم وهو سامع مطيع، ولو خطب إليك إذ كان كذلك لزوجته، فقال: شقوا عليها ثيابها، فشقوا عليها ثيابها، فجلدها بالسياط، وهي تشتمه، وتقول: ما أنت بعربي، أتُعرِّيني وتضربني لعنك الله، فماتت تحت السياط، ثم أمر بها فألقيت في العرى،