في الشفاعة
  وكذلك المجتمع؛ فكيف - يا تُرى - يكون هذا الشافع في نظر الدولة والمجتمع؟ إنه بلا شك يستحق الإهانة، ويحكم عليه بالخيانة عند العقلاء، وبدون شك فإنه لا يُقْدِم على مثل هذه الشفاعة إلا أهل السفه والدناءة الذين لا يبالون بلعائن الناس ومقتهم، فمن الذي يستحق أن يقال عنه: إنه قام مقاماً محموداً، الذي يقوم فيشفع للمفسدين والمخربين؟ أم الذي يشفع للناصحين المخلصين؟
  ٥٧ - هل يمكن أن تنعكس الحقائق يوم الحساب، فيصير الشافع للملعون في الدنيا محموداً يوم القيامة يحمده على شفاعته الأولون والآخرون؟
  ٥٨ - كيف تفسرون قوله تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ}[غافر ١٨]، وقوله تعالى: {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}[البقرة ٢٧٠]؟
  ٥٩ - وهل يتناقض مع حديث: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي»؟
  ٦٠ - الحديث الذي رواه البخاري ومسلم كل منهما بعدة طرق وفيه: «فأقول أصحابي أصحابي فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك»، وفيه: «فأقول: سحقاً سحقاً»، وفي بعض طرقه في الصحيحين: «فلا أراه ينجوا منهم إلا مثل همل النعم»، لماذا لم يتحدث الحديث عن الشفاعة بل دعا عليهم بقوله: «سحقاً سحقاً»؟
  ٦١ - أين شفاعته ÷ لهم حين أُخِذُوا إلى ذات الشمال؟ ولو كان ثَمَّ شفاعة كما يقولون لما قال ÷: «لا أراه ينجو منهم إلا مثل همل النعم»، وهذا الحديث أصح من حديث الشفاعة؛ لأن هذا الحديث مروي في الصحيحين وحدهما بسبعة عشر طريقاً؟
  ٦٢ - وهل تقولون: إن البخاري ومسلماً شيعيان أو زنديقان حين رويا هذا الحديث الذي حكم على أصحاب النبي ÷ بالنار إلا القليل؟ أم تقولون: إنما هما راويان والعهدة على قائله؟