لماذا وهل وكيف في معرفة الحق من الزيف،

لا يوجد (معاصر)

[استطراد فيما جرى من الصحابة بعد موت النبي ÷]

صفحة 135 - الجزء 1

[استطراد فيما جرى من الصحابة بعد موت النبي ÷]

الحرب الباردة بعد موت الرسول ÷

  كانت خلافة الرسول ÷ حقاً لأهل بيته من بعد موته على حسب ما تقضي به السنن المتعارف عليها بين البشر؛ فإنه إذا مات الرجل يخلفه أقرب أهل بيته في ملك أو رئاسة أو مشيخة أو سيادة أو نحو ذلك، وهذا بغض النظر عن النصوص المتكاثرة التي نصت على خلافة علي وأهل البيت.

  فلما مات الرسول صلوات الله وسلامه ورحمته وبركاته عليه وعلى آله الطاهرين استولى على الخلافة غير أهل بيت النبي ÷؛ فكان أبو بكر هو الخليفة، ووزيره ونصيره عمر بن الخطاب، وعمودها قبيلة قريش، ومؤيدوها سائر الناس إلا القليل.

  ولما تمت هذه الخلافة كان من الضروري الذي لا تقوم الخلافة إلا به هو النظر في كيفية التخلص من المنافس لهم في الخلافة وهم أهل بيت النبي ÷ وعلى رأسهم علي #، وكان هو المرشح للخلافة من عهد النبي ÷ وله أسباب واضحة يدلي بها إلى استحقاق الخلافة منها:

  ١ - القرابة القريبة من النبي ÷، بل سماه الله تعالى نفس الرسول في قوله: {وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ}⁣[آل عمران: ٦١].

  ٢ - ترشيح النبي ÷ وتنصيبه لعلي في غير ما حديث.

  ٣ - هو أول من آمن بالرسول ÷ على الإطلاق.

  ٤ - آثار وأعمال عظيمة في نصر الإسلام لم يسبق إليها سابق، ولا يلحقه فيها لاحق.

  ٥ - هو أعلم الصحابة على الإطلاق بشرائع الإسلام، ودقائق الأحكام وغرائبها، وعلم ما تحتاجه الأمة، وعلم ما لا تحتاجه مما لم يشاركه فيه مشارك.

  ٦ - بلغ الغاية والنهاية في الزهد والورع والعبادة والتواضع وحسن المخالقة للناس، وما إلى ذلك من الأخلاق الحميدة التي أمر الله تعالى بها.