في الشفاعة
  ٤٨ - وبناء على مذهبكم فإن الواجب على المسلم أن يرضى بكل ما قضاه الله تعالى وقدَّره من معاص وفواحش وآثام؛ لأن الرضا بالقضاء واجب كما ذلك معروف، فلماذا لا ترضون بمذهب أهل البيت؟
  ٤٩ - فإن قلتم: يجب الرضا ببعض القضاء دون بعض، فما هو الدليل؟
  ٥٠ - وإذا كان الأمر على ما تقولون، فلماذا يعذب الله تعالى العصاة في نار جهنم؟
  ٥١ - كيف يحاسب الله تعالى الخلائق، وهو الذي تفرد بخلق المعاصي والآثام من دون الخلق؟
  ٥٢ - أين ما تَمَدَّح الله تعالى به في قوله تعالى: {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً}[الكهف ٤٩]، وقوله: {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ}[غافر ٢٠]، وقوله: {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً}[يونس ٤٤] وغير ذلك كثير؟
  ٥٣ - وإذا قلتم: إن ذلك ليس بظلم، فما هو الظلم؟
  ٥٤ - فسروا لنا الظلم الذي تمدَّح الله بنفيه في القرآن الذي نزل بلغة العرب وفهمته العرب، فما هو الظلم في لغتهم ومحاوراتهم؟
  ٥٥ - هل من العدل الإلهي أن يجمع تعالى الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين فيلقيهم في جهنم خالدين، ثم يجمع الله تعالى الكفرة والمشركين وشياطين الإنس والجن فيزُفَّهُم إلى جنات النعيم؟
في الشفاعة
  ٥٦ - الشفاعة في الدنيا لا تكون إلا للمخلصين في أعمالهم الناصحين لولاتهم، كما نرى الترقي في الرتب العسكرية، والمناصب الرفيعة، فلو أن شافعاً تشفَّع لأهل الخيانة في أعمالهم، أو للمفسدين على الدولة والمخربين عليها، أو لقطاع الطرق والمقلقين لأمن الطرق، وكان هذا الشافع على علم بفسادهم وإصرارهم على ذلك، والمشفوع إليه أيضاً على علم بذلك،