المسألة الأولى:
  جهة عموم ولا خصوص، أما كونهم من الأنصار فمعلوم بطلانه ضرورة، وأما كونهم من المهاجرين فكذلك؛ لقول النبي ÷: «لا هجرة بعد الفتح»(١).
  فإن قيل: إن عمرا والمغيرة من المهاجرين الأولين.
  فالجواب عليهم مأخوذ من قصة إسلامهما، لماذا؟ أما عمرو، فغلبه الإسلام فأحب أن يبادره خوفاً مما كان قدم، وأما المغيرة فغدرته مشهورة وفجوته غير مستورة، وقد ورد في حق معاوية وعمرا ما لفظه: أخرج الطبراني في الكبير وابن عساكر عن شداد بن أوس عن رسول الله ÷ أنه قال: «إذا رأيتم معاوية وعمرو بن العاص جميعاً ففرقوا بينهما، فو الله ما اجتمعا إلا على غدر»(٢). ا ه.
  وأخرج أحمد في مسنده وأبو يعلى عن أبي برزة قال: كنا مع النبي ÷ فسمع صوت غناء فقال: «انظروا ما هذا» فصعدت فإذا معاوية وعمرو بن العاص يتغنيان، فجئت فأخبرت النبي ÷، فقال: «اللهم اركسهما في الفتنة ركساً، اللهم دعهما في النار دعا»(٣).
(١) صحيح مسلم ٣/ ١٤٨٧، ١٤٨٨، المنتقى لابن الجارود ١/ ٢٥٧، صحيح البخاري ٣/ ١٠٢٥، ١٠٤٠، ١١٢٠، ١٤١٦، ١٥٦٧، صحيح ابن خزيمة ٤/ ٣٤٩، صحيح ابن حبان ١٠/ ٤٥٢، ١١/ ٢٠٩، المستدرك على الصحيحين ٢/ ٢٨٢، ٣/ ١٩، مسند أبي عوانة ٤/ ٤٣٧، سنن الترمذي ٤/ ١٤٨، سنن الدارمي ٢/ ٣١٢، مجمع الزوائد ٥/ ٢٥٠، سنن البيهقي الكبرى ٩/ ١٧، كتاب السنن ٢/ ١٧٠، مصنف ابن أبي شيبة ٧/ ٤٠٧، ٤٠٨، مصنف عبد الرزاق ٨/ ٤٧٤، معتصر المختصر ١/ ٢٢٢، ٢٢٣، ٢٢٤، مسند أحمد ١/ ٣٥٥، ٣/ ٢٢، ٤٦٨، ٥/ ١٨٧، معجم أبي يعلى ١/ ٨٨، معجم شيوخ أبي بكر الإسماعيلي ٣/ ٧٣١، مسند الطيالسي ١/ ٨٤، ١٣٠، ٢٩٣، مسند أبي يعلى ٨/ ٣٦٢، الآحاد والمثاني ٣/ ٨٦، ٤/ ٢٣٠، المعجم الكبير ٣/ ٢٧٣، ١٠/ ٣٣٩، ١١/ ٣٠، ١٨/ ٢٦٢، ٢٠/ ٣٢٥، مسند الشهاب ٢/ ٤١، ٤٢.
(٢) مجمع الزوائد ٧/ ٢٤٨، المعجم الكبير ٧/ ٢٨٩، سير أعلام النبلاء ٣/ ٧٢.
(٣) مجمع الزوائد ٨/ ١٢١، مسند البزار ٤ - ٩، ٩/ ٣٠٣، ٩/ ٣١٠، المعجم الأوسط ٧/ ١٣٣، المعجم =