العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم،

أحمد بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

المسألة الأولى:

صفحة 143 - الجزء 1

  وأخرج في صحيحه عن سهل بن سعد قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «أنا فرطكم على الحوض من ورد شرب منه، ومن شرب منه لم يضمأ بعده أبداً، ليردنّ عليّ أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم»⁣(⁣١).

  قال أبو حازم: فسمعني النعمان بن عياش وأنا أحدثهم هذا فقال: هكذا سمعت سهلاً؟ فقلت: نعم، قال: وأنا أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته يزيد فيه: قال: «إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول سحقاً سحقاً لمن بدل بعدي»⁣(⁣٢).

  وأخرج ابن عساكر عن أبي الدرداء مثله وابن عبد البر وأحمد في المسند عن أم سلمة معناه بتعبير يسير، وأخرج أحمد في المسند والطبراني في الكبير وأبو نصر في الإبانة عن ابن عباس مثله، وأخرج أبو داود الطيالسي وأحمد في المسند وعبد بن حميد وأبو يعلى والحاكم في المستدرك وابن أبي شيبة عن أبي سعيد عن النبي ÷ أنه قال لي: «ما بال أقوام يزعمون أن رحمي لا ينفع، والذي نفسي بيده إن رحمي لموصولة في الدنيا والآخرة، ألا وإني فرطكم أيها الناس على الحوض، ألا وسيجيء أقوام يوم القيامة فيقول القائل منهم: أنا فلان بن فلان، فأقول: أما النسب فقد عرفت ولكنكم ارتددتم ورجعتم القهقرى»⁣(⁣٣). ا ه.

  على أن لقائل أن يقول في معاوية وأصحابه: إنهم لم يدخلوا في الثناء على الصحابة من


(١) صحيح البخاري ٥/ ٢٤٠٦، ٦/ ٢٥٨٧، التمهيد لابن عبد البر ٢/ ٣٠١، ٣٠٨، ٢٥٧، شرح الزرقاني ١/ ٩٧.

(٢) صحيح مسلم ٤/ ١٧٩٣، صحيح البخاري ٥/ ٢٤٠٦، ٦/ ٢٥٨٧، مسند أحمد ٥/ ٣٣٣، ٣٣٩، مسند الروياني ٢/ ٢١٢، فتح الباري ١١/ ٤٧٣.

(٣) مسند أحمد ٣/ ٦٢، مسند الطيالسي ١/ ٢٩٤، مسند عبد بن حميد ١/ ٣٠٤، التمهيد لابن عبد البر ٢/ ٢٩٩.