العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم،

أحمد بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

المسألة الأولى:

صفحة 146 - الجزء 1

  وأهل بيته.

  قلت: والأثر له شاهد من جواب معاوية على الأنصار واستخفافه برسول الله ÷ وأفعاله تدل على صحة هذه الرواية من استلحاقه زياد وغيرها من البوائق المخرجة عن الإسلام، وكقتلة حجرا وأصحابه، وإخافة الحرمين، وغير ذلك كثير، وكفاه لعن علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام على المنابر معاندة لرسول الله ÷ وأمره لعماله بذلك.

  روي أن المغيرة - عامله على الكوفة - قال لصعصعة بن صوحان وهو من أصحاب علي # لما بلغه أنه يذكر عليا وتفضيله: إياك أن يبلغني عنك أنك تغتاب عثمان، وإياك أن يبلغني أنك تظهر شيئاً من فضل علي، فإننا أعلم بذلك منك، ولكن هذا السلطان قد ظهر، وقد أخذنا بإظهار عيبه للناس، فنحن ندع شيئاً كثيراً مما أمرنا به، ونذكر الشيء الذي لا نجد منه بداً ندفع هؤلاء القوم عن أنفسنا، فإن كنت ذاكراً فضله فاذكره بينك وبين أصحابك في منازلكم سراً، وأما علانية في المسجد فإن هذا لا يحتمله الخليفة لنا. انتهى من الكامل.

  هذا ولا يخفى أنه قد ورد أحاديث تدل على خيرية بقية الأمة على الصحابة ومساواتهم في الخيرية، فمن ذلك حديث: «مثل أمتي كالمطر لا يدرى أوله خير أو آخره»⁣(⁣١) أخرجه الترمذي وابن حبان وصححه.


(١) موارد الظمآن ١/ ٥٧٤، سنن الترمذي ٥/ ١٥٢، مجمع الزوائد ١٠/ ٦٨، مسند البزار ٤ - ٩، ٤/ ٢٤٤، ٩/ ٢٣، مسند أحمد ٣/ ١٣٠، ١٤٣، ٤/ ٣١٩، مسند الطيالسي ١/ ٩٠، مسند أبي يعلى ٦/ ١٩٠، ٣٨٠، مسند الشهاب ٢/ ٢٧٦، ٢٧٧، تأويل مختلف الحديث ١/ ١١٤، ١١٥، أمثال الحديث ١/ ١٠٥.