العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم،

أحمد بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[التحسين والتقبيح العقليان]

صفحة 172 - الجزء 1

  أما قوله: يستلزم تكفير السواد ... إلخ أما مع القول بأن المولود يولد على الفطرة فلا يلزم ذلك البتة، وأما الصحابة فنقول: لا يخلو إما أن يكون إسلامهم إلهاماً أو عن نظر، الأول باطل، وإلا لما افتقر إلى بعثة الرسول ÷ ودعاه لهم الفينة بعد الفينة وإتيانهم بالمعجزات فتعين الثاني، ثم لا يخلو إما أن تكون الأدلة الكلامية المحررة عقلية وقرآنية أم لا، إن كان الأول فهو المطلوب، أو الثانية فكتبهم على ظهر البسيطة منادية بكذب من ناكرهم في ذلك، ثم إن العقلي الموالف والمخالف لا يستقيم له الاستدلال والمناظرة وتحرير المقدمات والنتائج العلمية والعملية بدون النظر، فتعين وجوبه وأن المخل به على جرف هار، واتبع هواه بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير.

  أما من قال: إن الدليل كاف من السمع وأن العقل غير حجة.

  فالجواب عليه: أن معرفة الحق من السمع متوقف على النظر في صحته، وصحة النظر متوقفة على السمع فلزم الدور وهو باطل، مع أنا لا نمنع حصول المعرفة من دون نظر ففضل الله واسع ولا يعجزه شيء، فقد يلهم بعض عباده المعرفة وما ذلك على الله بعزيز، وتفصيل البحث في مواضعه، وسيأتي مزيد بيان.