[الولاية والإمامة]
  أما إراقة دم المؤمن فمن الألطاف الموجبة لدخول الجنة {فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}[العنكبوت: ٣]، على أن أدلة ما أشرنا إليه مبسوط في مواضعه.
  [ابن الوزير] قال |: وقد تمسك جمهور الفقهاء في هذا - يعني في جواز أخذ الولاية من الظالم - بظواهر الأحاديث الواردة في طاعة السلطان ... إلى قوله: والأحاديث في ذلك كثيرة شهيرة لا حاجة إلى ذكرها، وفي بعضها ما يدل على أن السلطان قد يكون جائراً بلفظ خاص مثل الحديث المرفوع: «وإنما الإمام جنة يتقى به ويقاتل من ورائه فإن عدل كان بذلك أجر وإن جار كان عليه بذلك وزر»(١) رواه البخاري، وحديث حذيفة الذي في مسلم وفيه: «فإن كان لله خليفة في الأرض فاسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك»(٢). والحديث الذي فيه: أرأيت إن كان علينا أمراء يمنعونا حقنا ويسألونا حقهم، قال: «اعطوهم حقهم واسألوا الله حقكم»(٣). ونحو هذا مما يطول ذكره، وبقية الأحاديث تدل على ذلك بإطلاقها فإن المرجع في تفسير السلطان إلى اللغة. ا ه.
  [المؤلف] والجواب على هذه الأخبار مع فرض صحتها:
  أما الأول فخرج مخرج الترغيب والترهيب على الأمراء وليس فيه الأمر بإقرارهم على
(١) صحيح مسلم ٣/ ١٤٧١، صحيح البخاري ٣/ ١٠٨٠، مسند أبي عوانة ١، ٤/ ٤٠٨، سنن البيهقي الكبرى ٩/ ٢٢٣، سنن أبي داود ٣/ ٨٢، السنن الكبرى ٤/ ٤٣٢، ٥/ ٢٢٨، سنن النسائي (المجتبى) ٧/ ١٥٥، مسند أحمد ٢/ ٥٢٣، مسند أبي يعلى ١١/ ٢١٢، ٢٢٨، الفردوس بمأثور الخطاب ١/ ١٢١.
(٢) صحيح مسلم ٣/ ١٤٧٦، سنن البيهقي الكبرى ٨/ ١٥٧.
(٣) صحيح البخاري ٦/ ٢٥٨٨، مسند أبي عوانة ١، ٤/ ٤٠٩، مسند الشاشي ٢/ ١٤٦، مسند أحمد ١/ ٣٨٤، ٣٨٦، مسند الطيالسي ١/ ٣٨، المعجم الكبير ١٠/ ٩٦، شعب الإيمان ٦/ ٦٩.