تنبيهات لا بد منها
  تطاول، هين دليله وإن تظاهر، مدحوضة حجته، مخذولة نصرته، ولا يغرنك الكثرة، فقد مدح الله القلة، {وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ}[هود: ٤٠]، وذم الكثير: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}[يوسف: ١٠٣].
  وإننا نرى أهل بيت رسول الله على قلتهم وشيعتهم، اجتمع عليهم أكثر المسلمين من عند الطلقاء وأبناء الطلقاء الناكثين والمارقين والقاسطين إلى هذا اليوم بكل قواهم من عدة وعديد، وأموال وحصون، وسلاح وخيل ورجل وغير ذلك، ولم يستطيعوا أن يطفئوا نور الله، ولا يغيروا شريعة الله، ولا يكتموا سنة رسول الله ÷، رغم أن الناس مع الدنيا والملوك إلا من عصم الله.
  هذا والموضوع حري بالتأمل وجدير بالبحث والنقاش {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ}[الأنفال: ٤٢] وقبل الانتهاء أنبه على أشياء:
  أولاً: أن العلامة محمد بن إبراهيم الوزير سني المذهب، وشيخه المترسل عليه، والمؤلف زيديي المذهب، والقاعدة الأصولية الحقة أن الخصم لا يستدل على خصمه بما يرويه أهل نحلته؛ لأنه من باب استدلال الخصم على بدعته بمذهبه وبشهادته وهذا هو الحيف نفسه، لكن الحق أن أهل السنة يستدلون على الزيدية من كتبهم، والعكس كما فعله المترسل والمؤلف واستدلا به على ابن الوزير، فتنبه لهذه فإنها مهمة!
  ثانياً: أن الخمسة أهل الكساء حجة فيما قالوا بحسب الكتاب والسنة المتواترة، وكذلك