تنبيهات لا بد منها
  الجرح والتعديل والعلل ونحو ذلك، وما أراد إلا الذب على السنة وأهلها فقط(١).
  فأجاب مؤلف هذا الكتاب (العلم الواصم) على ابن الوزير، بأنما ادعى لأهل الحديث في الفضل بحفظ السنة، وأن لولاهم لضاعت السنة فغير مسلم، اللهم إلا سنة معاوية وشيعته قديماً وحديثاً فصحيح، وأما سنة رسول الله ÷ فهي موجودة محفوظة من طريق أهل بيت رسول الله ÷ الذي أمرنا الله ورسوله باتباعهم، والاقتداء بهم، وأنهم الثقل الأصغر، وأنهم الأمان للأمة من الضلال والهوان، وهذه كتبهم والحمد لله تنادي بذلك على ظهر البسيطة، وهم الذين كافحوا وناضلوا عن السنة باللسان وبالسيف والسنان والقلم، حتى قتلوا في كل سهل وجبل، وشردوا في الآفاق؛ لأنهم لم يكونوا من أعوان الظلمة وأنصارهم، ولا من شيعة الطلقاء وأنصارهم؟!
  وعلى ما ذكرنا جرى بينهم السجال، وكثر بينهم التفاني والجدال، وإنما أردت الإشارة إلى الموضوع وإلا فالحكم للقارئ إن تأمل وأمعن النظر، ولم يختلط عليه كلام المترسل بجواب ابن الوزير برد المؤلف، فالفرق في بعض المباحث لا يدرك إلا بتأمل ودقة، ولعمري أن من تمسك بعترة رسول الله وحمى حماهم وجادل وناضل عنهم فقد استبرأ لدينه، فنجا من الضلال وأمن من الهلاك وسلك سبيل الرشد والأمان، وأن المحاجج والمجادل عن الذين يختانون أنفسهم الذين لم يسلموا ولكن استسلموا، أعداء أهل بيت الرسالة، والخائنين في العهود والأمانة، الناكثين والمارقين والقاسطين قصير باعه وإن
(١) حول هذه الشبهة يراجع كتابنا (علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين) فقد أوضحت تفنيدها من خلال كلام أئمتنا وعلمائنا - تمت، المحقق.