العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم،

أحمد بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[عمرو بن العاص]

صفحة 252 - الجزء 1

  بيت لعنة، وأما في الإسلام فابتدأ بهجو الأنصار، وتكلم بما تكلم به ليغري بذلك بين المهاجرين من قريش والأنصار، فغضب أمير المؤمنين وبنو هاشم للأنصار، فخرج عمرو عن المدينة ولم يرجع حتى رضوا عنه وشعره في ذلك وجواب الفضل بن العباس وحسان بن ثابت مذكور في البسائط فراجعه، واستعمله عمر بن الخطاب فخانه، فأخذ عمر نصف ماله لبيت المال، والقصة مشهورة، ولما عزله عثمان عن مصر حرض عليه حتى قتل، فلما بلغه قتله استبشر وافتخر حتى قال: أنا أبو عبد الله إذا أنكيت قرحة أدميتها⁣(⁣١)، ثم شارك معاوية في حروبه كلها، وأعطى عهد الله أن يحكم بالحق فغدر أبا موسى وحكم بغير الحق جرأة ومحاباة، أفما لك عقل يا مدعي اجتهاده إنما يكون الاجتهاد فيما خفيت أرجحية قرائنه، فأي حجة في يده إلا قوله من على منبر دومة الجندل: إن معاوية أولى بعثمان، فإن كان ذلك نافعاً فمروان بن الحكم أولى بعثمان وإلا فلم لا يجعل قرابة النبي ÷ كقرابة عثمان، ثم أتى بطامة كبرى وجرح لا يبرى وذلك اختلاقه الخبر المخرج في الصحيح للبخاري أن آل أبي طالب ليسوا لي بأولياء ... إلى آخر فريته هو ومن أخرجه ورواه، فيا عجباً عن تصديق هذا الأبتر اللعين، ألم يعارض خبره الكتاب والسنة، قال سبحانه في الذكر الحكيم: {وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ}⁣[الأنفال: ٧٥] وقال النبي ÷ [في علي] #: «من كنت مولاه فعلي مولاه».

  وأخرج الترمذي مرفوعاً قال: قال ÷ لعلي: «أنت أخي في الدنيا والآخرة»، وقال في الحسنين إنهما ابناه، وقال: «أنا سلم لمن سالمتم حرب لمن حاربتم»⁣(⁣٢)، وقال لعقيل إنه يحبه


(١) ويذكر أنه قال: قتلته وأنا بوادي السباع.

(٢) تهذيب الكمال ١٣/ ١١٢.