[عمرو بن العاص]
  حبين، حب القرابة ولحب أبي طالب له، وأما جعفر الطيار فإن أراده بخبرهم هذا فليفعلوا.
  ومن العجائب أن المحدثين إذا سمعوا رواية تقتضي الطعن في آحاد الصحابة ردوها وجرحوا رواتها وقالوا: يروي ما يقتضي الطعن على الصحابة، فلما سمعوا بما يقتضي الطعن في بني هاشم أجمع أهل الكساء وغيرهم، كجعفر الطيار وعقيل بن أبي طالب، بل لم يتحاشوا من سيد المرسلين ÷ فإنهم رووا أنه عبس في وجه ابن أم مكتوم والقصة مشهورة عندهم، وبعضهم قال: كان ضالاً قبل البعثة كافراً وعلي بن أبي طالب # روى عنه خطبته ابنة أبي جهل وغير ذلك من مختلقاتهم رفعوا رؤوسهم إلى ذلك وعدوه من أقوى المسالك، {هُمُ الْعَدُوُّ}، {قَاتَلَهُمُ اللَّهُ} ولله أمير المؤمنين حيث قال: ما سُتر ظهر في صفحات الوجه أو فلتات اللسان، وأعظم من ذلك وأصله قول الله سبحانه وتعالى: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}[محمد: ٣٠] وما نقم القوم من آل أبي طالب؛ إلا أنهم كفلوا الرسول ÷ في صغره، وحاموا عنه بمكة، وقاتلوا دونه بالمدينة، وذبوا عن دينه بالعراق، فمنهم المقتول غدراً، والمحبوس والمطرود، والمصلوب والمحروق، وقد تشرف الصحيح بإخراج حديث الأبتر في أبي طالب واختلاقه ما الله يعلم براءة نبيه ÷ من ذلك.
  وشعر عمرو في بيعه دينه من معاوية بخراج مصر معروف، وأكبر الطوام روايته لخبر: «تقتل عمار الفئة الباغية»(١) وقتاله بعد ذلك، وعدم توبته.
(١) رواه البخاري ١/ ١٧٢ رقم ٤٣٦، ٢/ ١٠٣٤ برقم ٢٦٥٧، ومسلم ٥/ ٤٣٠، والحاكم في المستدرك ٣/ =