[سمرة بن جندب]
  الفريقين مما يليق به ليتخلص عن الواجب.
  إذا عرفت هذا علمنا أن العموم باقي لبقاء التعبد بذلك.
  وقوله: وما يتعلق بالإسلام منه، فقد بينه الله تعالى وما بينه لم يجب إعادة البيان.
  فنقول: إن البيان إما عقلي أو نقلي، إن كان الأول فعلينا التذكير لا البيان، أو الثاني وجب بيانه للميثاق الذي أخذه الله علينا لنبينه للناس، والعقل يستحسن وجوب إرشاد الضال وإنقاذ الغريق كما تقدم، ولا نسلم قبول العقل لهذا القياس الذي زعمت أنه مخصص، على أنا لا نقول بزيادة غير ما بينه الله كما أنا نقول لا يجب إعادة الدعا مع المكابرة ولا ندفع التخصيص بالعقل ولكن أنت وأهل نحلتك دفعتموه عند قوله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}[الزمر: ٦٢] {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}[الصافات: ٩٦] وعند آية الاستواء وآية المجيء وغير ذلك، فإن العقل يحيل استواء غير الجسم والعرض وتنقل غيرهما.
  وأما أنه قد أعلمنا بقيام الحجة فذلك مسلم لكن قد قال: {فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ}[التوبة: ٦] أمر لنا في معرض الأخبار، والنبي ÷ ابتدأ الدعاء بالعقليات، وعقب الفروع الإسلامية حتى ضرب الإسلام بجرانه الأرض، وملأ الأرض كلامه في جميع الأنحاء طولها والعرض، ومن تشكك فيما قلنا تأمل لأول القرآن نزولاً والفرق بين المكي والمدني والتواريخ منادية بما قلنا فلتراجع.
  [ابن الوزير] قال: الوجه الثاني: إنا نخصص تلك العمومات بفعل رسول الله ÷،