العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم
  للمحدثين.
  وفي معرض رده على شيخه تناول كثيراً من المواضيع التي لم يتطرق إليها شيخه، الأمر الذي أوقعه في جمع الغث والسمين، والتنكير لكثير من أسس ومناهج سلفه الصالحين من أهل البيت الطاهرين كما صرح بذلك في مقدمته لكتابه (العواصم) قال: (وقد سلكن في هذا الجواب مسالك الجدليين فيما يلزم الخصم على أصوله، ولم أتعرض في بعضه لبيان المختار عندي، وذلك لأجل التقية من ذوي الجهل والعصبية، فلينتبه الواقف عليه على ذلك فلا يجعل ما أجبت به الخصم مذهباً لي، ثم إني قد اختصرت هذا الكتاب في كتاب لطيف سميته: (الروض الباسم) وهو أقل تقية من هذا ولن يخلوا)(١).
  ومن خلال هذا ندرك أن الغرض من الرد هو تكثير الاستدلالات وجمع الشبهات، وقد لاحظ ذلك ابن الوزير نفسه، إذ قال: (فلا يخلو كلامي من الخطأ عند الإنتقاد، ولا يصفو جوابي من الغلط عن النقاد)(٢).
  وقد وجد فيه - أي في «الروض الباسم» - مؤلف هذا الكتاب الذي بين يديك ما تطلع عليه في ثنايا هذه الصفحات، فكيف به لو اطلع على «العواصم والقواصم» التي أكثر فيها مؤلفها من القعقعة، وشحنها بالجعجعة، وجعلها سلماً للمتمسلفين ومرتكزاً للمبتدعة.
  والحقيقة أن السيد العلامة محمد بن إبراهيم الوزير ¦ يعتبر من جبال العلم وأساطين الحكم والفهم، ولكنه في كتابه «العواصم والقواصم» ومختصره «الروض
(١) العواصم والقواصم ١/ ٢٢٥.
(٢) العواصم والقواصم ١/ ٢٢٣.