العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم،

أحمد بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[بحث في الصحبة والصحابة]

صفحة 335 - الجزء 1

  أقام الحد على أهل الإفك؟ لكن أهل السنة لا يبالون بما قالوا ولو استلزم هدم قواعد الإسلام وطمس القرآن والسنة القائمة الأعلام مكيدة كادوا بها الدين، وغارة أغاروا بها على ناموس الموحدين، فأول المكائد الأخذ بالمظنون في صفات الله حتى جسموه وشبهوه بخلقه، ثم اختلقوا أخباراً في نقض آيات الوعيد، ثم تولوا أعداءه وأهانوا أولياءه، ثم حكموا برد أخبار الشيعة لما فيها من الرد على مختلقاتهم، وصغروا معاصي القرن الأول لتتم أسانيدهم. فالله المستعان.

  شعراً:

  ومهما تكن عند امرء من خليقة ... وإن خالها تخفى على الناس تعلم

  تأمل روايتهم بمجادلة موسى وآدم @ في المعصية في الصحيح من كتبهم، فإذا روينا بعض مناكير معاوية جرحونا بذلك تفضيلاً لمعاوية اللعين على أنبياء رب العالمين، انظر بعين الإنصاف كيف جادلونا في إسلام أبي طالب ومنعوا من إثباته بغضا أسرَّته أنفسهم لولده وكفراً لنعمة محاماته، ولله القائل:

  ولولا أبو طالب وابنه ... لما مثل الدين شخصاً فقاما

  فهذا بمكة والى وحاما ... وهذا بيثرب خاض الحماما