العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم،

أحمد بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[بحث في الصحبة والصحابة]

صفحة 336 - الجزء 1

  أما عفان والخطاب وغيرهما من أباء الصحابة فكأن الله لم يخلقهم.

  شعراً:

  إن بنيَّ ضرجوني بالدم ... شنشنة أعرفها من أخزم

  وأما قول السيد محمد بن إبراهيم |: أن النبي ÷ لم يخض في هذا الأسلوب لا هو ولا أصحابه - يعني علم الكلام، فجوابه من وجهين:

  الأول: أنه لم يناظرهم أحد ممن له تعلق بهذا الأسلوب، فلو كان أحد ناظرهم لعلمنا يقينا أنهم كانوا مجيبين من العقل والنقل بما يشفي الغليل وإن القرآن قد اشتمل على جميع ما يحتاج إليه، قال سبحانه: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}⁣[الأنعام: ٣٨] وقال: {لِئلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ}⁣[النساء: ١٦٥] فلو لم يشتمل على جميع ما يحتاج إليه للزم أن تكون الحجة لمن لم يجد فيه حجته، انظر لقوله سبحانه وتعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا}⁣[الأنبياء: ٢٢] وقال في الرد على النصارى في شأن عيسى وأمه @: {كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ}⁣[المائدة: ٧٥] وقال: {لاَبْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً} وأمثال ذلك، فهل هذا من أسلوب أهل الكلام أم لا؟ إن كان الأول فقد سلمت لي، أو الثاني فقد كابرت عقلك ونسبت القرآن إلى النقص فاختر أيهما.

  الثاني: إن علياً # وصي رسول الله ÷ والمبين للأمة ما اختلفوا فيه من بعد نبيهم بالنص النبوي قد ملئ خطبه من فنون أهل الكلام، فمن ذلك قوله #: الحمد لله الذي