العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم،

أحمد بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[مقدمة المؤلف]

صفحة 53 - الجزء 1

  ذوي الألباب، وإن كان الإمام | حذا حذو المسهبين، وأطال في بعض المباحث بلا برهان مبين، وبالغ في ذم من ترسل عليه⁣(⁣١)، ونسي أن الحبر من رَدَّ ورُدّ عليه، ولعلّ الراد عليه قصد وجه الله في نصحه، وأدى ما يلزمه في ذلك فقابله | بذمه وجرحه، ثم تمادى إلى هتك أستار المتكلمين، ومدح أعداء الدين، واستطال حتى زيف أقوال الأئمة الميامين، وأتى بما لم يأت به منصف من تقريض البغاة على أمير المؤمنين # فيا لها من مصيبة عظماء، وداهية دهماء، أبرزها اللجاج، وأثارها كثرة الحجاج بين أرباب التحقيق وأهل المعارف، ومن هو بكل مكرمة حقيق، ولله القائل:

  فؤاد من بلابله شجيّ ... وأعيان أماقيها بكي

  لشق عصا القبيلة من روي ... أتيح لنا فلا كان الروي

  كأنه لم يسمع قول النبي ÷ في علي # من الأخبار حتى فرط منه ما فرط من التنقيص، حيث فضل غيره عليه، وساواه بأعدائه لو لم يبايع بعد له عثمان، لظننت أن يصرح ببغيه على البغاة عليه، فمما ورد في حقه ~ قوله ÷ من خبر الحديقة: وأجهش ÷ باكياً، قال علي #: ما يبكيك؟ قال: «ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلا من بعدي، قلت: يا رسول الله، أفي سلامة من ديني؟ قال: في سلامة من


(١) يعني أن السيد محمد بن إبراهيم الوزير، بالغ في ذم شيخه علي بن محمد بن أبي القاسم.