[مقدمة المؤلف]
  فأما حديث المنزلة(١) والولاية(٢) والإخاء بينه وبين النبي ÷(٣) وما شاكلها(٤) فقد صرح الحفاظ بتواترها وهي مما لا تخفى على أدنى الفقهاء، فلذا تركنا نقلها، ومن أراد استقصاء ما في الباب، فعليه بأخذ ذلك من مضانه.
(١) وهو قول الرسول الأعظم ÷: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي»، وهو حديث مشهور، وحديث المنزلة أيضاً من الأحاديث المتواترة عند أهل البيت $، وسائر الأمة، أخرجه الإمام زيد في المجموع ٤٠٧، والإمام الهادي في الأحكام ١/ ٣٨، والإمام أبو طالب في الأمالي ٣٢، والبخاري ٥/ ٩٩، ومسلم ٤/ ١٨٧٠، والحاكم ٣/ ١٠٩، وأحمد بن حنبل ١/ ١٧٧، وغيرهم كثير.
(٢) حديث الولاية، وهو قول الرسول الأكرم ÷: «ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعادي من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله»، وهو المعروف بحديث الغدير الذي رواه الموالف والمخالف، وحديث الغدير من الأحاديث المتواترة المشهورة، أخرجه الإمام أبو طالب في الأمالي ٣٣، والإمام المؤيد بالله في أماليه ٩٠، وغيرهما كثير من أئمتنا، كما أخرجه الحاكم في المستدرك ٣/ ١٣٢، وأحمد في المسند ١/ ٣٣١، والنسائي في الخصائص ٤٥، ومسلم ٢/ ٣١٧، قال الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة: هذا الخبر قد بلغ حد التواتر، وليس كخبر من الأخبار ما له من كثرة الطرق، وطرقه مائة وخمس طرق. انظر التحف ٣٢٥.
قلت: وقد تتبعها السيد الأميني في موسوعته الضخمة الغدير، وقال المقبلي في الأبحاث المسددة ٢٤٤: (فإن كان مثل هذا - أي حديث الغدير - معلوماً وإلا فما في الدنيا معلوم)، وقال السيد المحدث محمد إبراهيم الوزير: (إن حديث الغدير يروى بمائة طريق وثلاث وخمسين طريقاً).
(٣) حديث الإخاء، هو الحديث المشهور عند جميع الطوائف، وذلك عندما آخى رسول الله ÷ بين المهاجرين والأنصار، ثم آخى صلى الله عليه بينه وبين الإمام علي بن أبي طالب #.
(٤) هنالك كثير من الأحاديث الدالة على فضل الإمام علي، راجع كتاب (المناقب) للكوفي ... وغيره.