[معرفة الأخبار ووسائطها]
  جبر أو تشبيه أو بغي أو إرجاء، أو يتفرد برواية الكتاب كالفربري(١) سلمنا أن هؤلاء مقبولون، فغالبهم داعي إلى بدعته ولا يخفى ما فيه عند أهل الحديث، وإنكار وقوع هذا الوجه مكابرة.
  [ابن الوزير] قال |: الثاني: إفراط المعترض على أهل السنة وطلبة الحديث في تفسير معرفته ... حتى قال: إن ذلك متعسر أو متعذر، وذلك يقتضي أنه شاك في تعذره غير قاطع بدخوله في حيّز الممكنات، وقد ثبت أن الاجتهاد من الفروض الدينية والشعائر الإسلامية وأنه رأس معارفه الغزيرة ... إلى قوله: وطلب الحديث مشروع واجب، فلو أوجبه الله وهو متعذر لكان الله سبحانه قد كلفنا ما لا نطيقه، وهذا القول بتكليف ما لا يطاق مردود عند جماهير أهل المذاهب كلهم، وأما المعتزلة والزيدية فعندهم أن تجويزه كفر وخروج من الملة ... إلى قوله: ومذهب الزيدية أنه لا يجوز خلو الزمان عن عالم مجتهد جامع لشروط الإمامة فعلى أي المذاهب بنيت هذه الرسالة؟ ولأي الأسباب ركبت هذه الجهالة؟(٢).
  [المؤلف] قلت: المتأمل لما قد قدمناه يعلم براءة المترسل من لزوم تعذر كونه من الممكنات؛ لكون المبالغة لغة عرفية، ولوجود السنة المشروطة في الاجتهاد ممكن طلبها مما قدمنا.
(١) الفربري، أحد تلامذة البخاري، وهو الذي انفرد برواية كتاب (صحيح البخاري) روي عنه أنه قال: سمع عن البخاري تسعون ألف، فلم يدون يرويه غيري، وقد استشكل المؤلف | هذه المقالة، وأجاب عنها فيما سيأتي.
(٢) الروض الباسم ١/ ١٥.