[عدالة الصحابة]
[عدالة الصحابة]
  [الإمام] قال صاحب الرسالة(١): الخامس: أن هؤلاء الأئمة في الحديث يرون عدالة الصحابة جميعاً، ويرى أكثرهم أن الصحابة من رأى النبي ÷ مؤمناً به وإن لم يطل ولم يلازم، وهذان المذهبان باطلان وببطلانهما تبطل كثير من الأخبار المخرجة في الصحاح.
  أما المذهب الأول: فلأن من حارب علياً # مجروح، ومن قعد عن نصرته كذلك؛ لأن النبي ÷ قال: «اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله»(٢)، وقال: «لا يبغضك يا علي إلا منافق شقي»(٣) وأقل أحوال هذا أن
(١) أي الإمام علي بن محمد بن أبي القاسم - ¦.
(٢) حديث الغدير من الأحاديث المتواترة المشهورة، أخرجه الإمام أبوطالب في الأمالي: ٣٣، والإمام المؤيد بالله في أماليه: ٩٠، وغيرهما كثير من أئمتنا كما أخرجه الحاكم في المستدرك: ٣/ ١٣٢، وأحمد في المسند: ١/ ٣٣١، والنسائي في الخصائص: ٤٥، ومسلم: ٢/ ٣١٧ قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة، هذا الخبر قد بلغ حد التواتر، وليس كخبر من الأخبار لما له من كثرة الطرق، وطرقه مائة وخمس طرق، انظر التحف: ٣٢٥، قلت وقد تتبعها السيد الأميني في موسوعته الضخمة الغدير، وقال المقبلي في الأبحاث المسددة: ٢٤٤: (فإن كان مثل هذا - أي حديث الغدير - معلوماً وإلا فما في الدنيا معلوم)، وقال السيد المحدث محمد إبراهيم الوزير: (إن حديث الغدير يروى بمائة طريق وثلاث وخمسين طريقاً).
(٣) هذا من الأحاديث المشهورة، المجمع على صحتها، ورد في كثير من كتب الحديث، وله شواهد ومتابعات إليك بعضها: أورده المفسر الحبري في تفسيره الملحقة: ٣٥٠، وعنه فرات الكوفي في تفسيره، وأخرجه مسلم: ١/ ٦٠، والترمذي: ٥/ ٥٩٣ عن أنس بن مالك. وأخرجه أحمد في الفضائل، والترمذي: ٥/ ٢٩٩ عن أم سلمة، والذهبي في الميزان: ٤/ ٢٧٢، وفي بشارة المصطفى عن الإمام علي، وكان الإمام علي # يقول: =