الثمار المجتناه في فضل العلم والعلماء والهداة،

أحمد بن قاسم الشمط (المتوفى: 1373 هـ)

تنبيه: فيما يجب على الشيخ والتلميذ من الآداب:

صفحة 86 - الجزء 1

  فكشف عورته كان أول خطوة يخطوها بين موضع قدميه إلى النار، وكشف الله عورته على رؤوس الخلايق»⁣(⁣١).

  (١٣٣) وعنه ÷ في أخر خبر: «ومن أكل لحماً فليس منا، ولسنا منه في الدنيا، [ألا] ومن سمع فاحشة فأفشاها فهو كمن عملها»⁣(⁣٢).

  (١٣٤) وعنه ÷: «ما من مسلم يرد عن عرض أخيه إلا كان حقاً على الله أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة» ثم تلا هذه الآية {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}⁣[الروم: ٤٨](⁣٣).

  إلى هنا انتهى بنا الكلام في الباب الثاني، وما ينبغي أن يلحق بهذا الباب أن يكون المؤمن شديد الخوف من الله تعالى كثير الرجاء له، فإنه النافع الضار وأن لا تأخذه في الله لومة لائم، وأن يأمر بالمعروف ويفعله، وينهى عن المنكر ويجتنبه، وأن يحب في الله ويبغض في الله، وأن يصادق أوليائه وإن كانوا من الأبعدين، فإنه لا بعد مع الإيمان وأن يعادي أعداء الله ولو من الأقربين فإنه لا قرابة لمن عصى الله، وأن يبذل النصيحة لجميع الناس، وأن يعامل الباري في جميع الأمور لا يبالي بأحد وأن يكثر من الطاعة عند أمن الرياء ليقتدى به، وأن يصغر الدنيا في عينه فلا يبالي بما فاته منها، وأن يواضب على الجمعة والجماعات، وأن يحافظ على الأوقات وعلى الجملة يجب الاجتهاد في أداء جميع الواجبات، واجتناب جميع المحرمات، وأن يتدارك المرء نفسه بالتوبة من جميع المهلكات، فإن كل بني أدم خطاؤن وخير الخطائين التوابون. وقد روي عنه ÷ أنه قال:

  (١٣٥) «إن الذنوب أكثر من أن تحصى ولكن أمسوا تائبين وأصبحوا تائبين، فإن المرء لا يدري متى يهجم عليه الموت» ونعوذ بالله من ميتة على


(١) أخرجه القرشي في شمس الأخبار ص (٢٤٤) وعزاه للإمام أبي طالب في أماليه.

(٢) أخرجه القرشي في شمس الأخبار ص (٢٤٤) ولفظ أوله: ومن رمى محصناً او محصنة بفاحشة أحبط الله عمله ووكل به إلى يوم القيامة سبعين ألف ملك يضربونه من بين يديه ومن خلفه، ثم يؤمر به إلى النار ومن أكل لحماً فليس منا ... الخ ما هنا.

(٣) أخرجه الطبراني في الكبير والخرائطي في مكارم الأخلاق عن أبي الدرداء من دون قوله: ثم تلا الآية الخ. وأخرجه بلفظه القرشي في شمس الأخبار ص (٢٤٤).